ندوة نقّاديّة حول نتاج شربل بعيني

   مجال النقد كان واسعاً أمام الخطباء، كون الموضوع نتاج شربل بعيني، من البداية حتى اليوم، فراح كل منهم ينزله على مشرحة أهوائه الخاصّة، وعقائده القوميّة، ونظريّاته الجماهيريّة، ناهيك عن العقد النفسيّة أيضاً، فغاب عن الندوة جو النقد الشعري الذي توخيناه.
   حبّذا لو تعمد الرابطة، في المستقبل، إلى تحديد مواضيع النقد ومدّتها، فتحصر الندوة في كتاب، أو قصيدة، أو بيت واحد من الشعر. وحبّذا، مرّة أخرى، لو يدور البحث في ميزة معيّنة من مزايا شعر شربل بعيني، كاختيار المفردة، وسبك العبارة، وحبك الصورة، وشقع القصيدة، واستلهام الفكرة، وبدع الجمالية في الشعر، أو الثورة فيه، أو الإقذاع والبشاعة.
   إنه لإجرام أن يقاس شربل بعيني اليوم، من خلال نتاج أعطاه قبل سبعة عشر عاماً. فالشاعر إنسان يتطوّر، وعلى النقّاد تقييم آخر قصائده، إذا ما شاؤوا لهذا الشعر شأواً، أو للشاعر تحليقاً. فقد آن الأوان لشربل أن يكتب للنوع لا للكميّة، وما قصائده التي ألقاها في الندوة إلاّ خير دليل على نضوج خامته الشعريّة. فلنشجّعه ليكمل من هذا المنطلق.
**