شربل بعيني بأقلامهم

   صدر مؤخراً عن دار الثقافة، سيدني، كتاب جديد بعنوان "شربل بعيني بأقلامهم" للأديب كلارك بعيني المقيم في ملبورن.
   يقول الاستاذ كلارك بعيني: "منذ زمن بعيد وفكرة إصدار مثل هذا الكتاب تراودني، كيف لا، وشربل بعيني واحد من كبار شعراء المهجر، ويعتبر، دون مراوغة، عراب الأدب المهجري في أستراليا".
   ومن خلال هذا الكتاب، تعرّفنا الى قلم جديد في جاليتنا، فنشكر شربل بعيني والذين كتبوا عنه بأقلامهم، على هذا الاكتشاف النادر، فلولاهم ربما لم يتحفّز كلارك للكتابة والظهور على مسارح الادب في اوستراليا بدون تردد او خفر.
   الكتب انيق بالوانه وشكله واقسامه، وغني بمواضيعه التي تناقش وتجادل في الادب والشعر والفكر وتطرق ابواب العقل الباطني واللاوعي في الانسان لتكتشف الجديد من الكنوز الدفينة لا أجمل منها الا هي.
   ولست هنا بوارد تقييم "شربل بعيني بأقلامهم" خصوصاً وان هناك سقطات مريعة ارتكبتها "الاقلام المادحة والناقدة" في مجالات تعريف الشعر والادب، وفي مجالات ابراز موهبة الشاعر وتلافيفها واغراءاتها وانفعالات الشاعر المفجّرة والمتفجّرة في آن.
   ولعل القيمة الاساسية التي يحملها الكتاب هي تلك الجدلية التي تولدت بفعل تصادم "الاقلام المختلفة" واحتكاكها، تارة تلتقي، وتارة اخرى تتنافر وتتباعد وتتناقض وهي مكبة على درس مادة الشعر.
   القيمة الاساسية الثانية هي انها جمهت ما تناثر من المقالات في كتاب واحد حفظها من الاندثار والضياع، وهي، بلا شك، ستكون يوماً من الايام مرجعاً قيماً لكل من يريد تقييم شعر شربل بعيني عبر محطاته الاكثر توهجاً، ولكل من يريد ايضاً تقييم مرحلة طويلة من الادب اللبناني المهجري في استراليا.
   وفي النهاية، لا بد من ان يستفيد الشاعر نفسه من كل ما كتب في شعره، فيفصل بين ما هو مديح لاجل المدح، وبين ما هو نقد لاجل الصقل وتعميق التجربة الشعرية واغنائها.
صدى لبنان، 1986
**