على صنوبر بيروت: شعب حمار

      طالعت كتاب شعر وردت فيه هذه الأبيات التالية:
والناس الـ ماتوا صاروا
حكايات كبار
يحكيها الجار لجارو
عن شعب حمار
رضي يحرق ديارو
بقلب غضبان
ورضي يفوّت مسمارو
بقفا لبنان
أولاً: لا يليق بأي شاعر أن يقول في شعبه بأنه "حمار"، وأن الشاعر هو فرد من أفراد هذا الشعب.
   وثانياً: ليس هناك "شعب حمار"، بل قد يكون هناك شعب مستضعف ومغلوب على أمره، ومكبّل بسلاسل من صنع زعمائه وساسته، وهو ينتظر الفرصة لينتفض ثائراً لكرامته أو ينتظر قائداً ينقذه.
   وثالثاً: الشعر ينبغي أن يحافظ على صفائه ورسالته أخلاقياً وقومياً وإنسانياً، فلا ينزل إلى مستوى لغة "أولاد الحرام المنتشرين في الأزقة وعلب الليل".
   ورابعاً: لبنان هو وطن، والوطن لا يهان ولا يشتم.
   وخامساً: إن الأبيات الشعرية هي للشاعر شربل بعيني من كتاب "مجانين".
   وسادساً: لو كان غير شربل بعيني صاحب هذه الأبيات لما أتيت على ذكرها إطلاقاً، فمن محبتي له أردت أن ألفت نظره إلى "ناحية مهمة" في شعره، وهي لا تليق به ولا بشعره.
صدى لبنان، العدد 497، 27/5/1986
**